النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1
    «خادم الكهف»
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    242

    افتراضي {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} براءة من الأديان الأخرى وليست إقرارًا وتركًا لها

    أن هذه الآية الكريمة {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، بل وسورة "الكافرون" كلها أنزلها الله تعالى للبراءة من الشرك وأهله، وفيما يأتي بيان مقصود الشريعة من هذه الآية الكريمة بالدليل والبرهان وأنها نزلت لتقر أن الإسلام بريء من كل الأديان الأخرى ولا يقرها ولا يعتمدها ولا يتاركها -على عكس زعمهم-.. وهذا البيان سيكون بإذن الله تعالى في عدة نقاط.


    قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} إذن للآخرين في الكفر وحرية العقيدة؟ قال البيضاوي: "{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} فليس فيه إذن في الكفر ولا منع عن الجهاد" [أنوار التنزيل وأسرار التأويل (5/422)]. قال الإمام الرازي: "فإن قيل: فهل يقال: إنه أذن لهم في الكفر؟ قلنا: كلا فإنه عليه السلام ما بعث إلا للمنع من الكفر فكيف يأذن فيه، ولكن المقصود منه أحد أمور:

    أحدها: أن المقصود منه التهديد، كقوله:
    {اِعْمَلُوا مَا شِئِتُم}[فصلت: من الآية 40].

    وثانيها: كأنه يقول: إني نبي مبعوث إليكم لأدعوكم إلى الحق والنجاة، فإذا لم تقبلوا مني ولم تتبعوني فاتركوني ولا تدعوني إلى الشرك.

    وثالثها:
    {لَكُمْ دِينَكُمْ} فكونوا عليه إن كان الهلاك خيراً لكم {وَلِيُّ دِينِ} لأني لا أرفضه.

    القول الثاني: في تفسير الآية أن الدين هو الحساب أي لكم حسابكم ولي حسابي، ولا يرجع إلى كل واحد منا من عمل صاحبه أثر ألبتة.

    القول الثالث: أن يكون على تقدير حذف المضاف أي لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني وحسبهم جزاء دينهم وبالاً وعقاباً كما حسبك جزاء دينك تعظيماً وثواباً.

    القول الرابع: الدين العقوبة:
    {وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ الله}[النور: من الآية 2] يعني الحد، فلكم العقوبة من ربي، ولي العقوبة من أصنامكم، لكن أصنامكم جمادات، فأنا لا أخشى عقوبة الأصنام، وأما أنتم فيحق لكم عقلاً أن تخافوا عقوبة جبار السموات والأرض.

    القول الخامس: الدين الدعاء، فادعو الله مخلصين له الدين، أي لكم دعاؤكم:
    {وَمَا دُعَاء الكافرين إِلاَّ فِى ضلال}[الرعد: من الآية 14]، {وَإِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا استجابوا لَكُمْ}[فاطر: من الآية 14]، ثم ليتها تبقى على هذه الحالة فلا يضرونكم، بل يوم القيامة يجدون لساناً فيكفرون بشرككم، وأما ربي فيقول: {وَيَسْتَجِيبُ الذين ءامَنُواْ}[الشورى: من الآية 26]، {ادعونى أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: من الآية 60]، {أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ} [البقرة: من الآية 186].

    القول السادس: الدين العادة، قال الشاعر:

    يقول لها وقد دارت وضيني *** أهذا دينها أبدأ وديني

    معناه لكم عادتكم المأخوذة من أسلافكم ومن الشياطين، ولي عادتي المأخوذة من الملائكة والوحي، ثم يبقى كل واحد منا على عادته، حتى تلقوا الشياطين والنار، وألقى الملائكة والجنة.

    المسألة الثانية: قوله:
    {لَكُمْ دِينَكُمْ} يفيد الحصر، ومعناه لكم دينكم لا لغيركم، ولي ديني لا لغيري، وهو إشارة إلى قوله: {أَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى . وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى}[النجم: 38-39]؛ أي أنا مأمور بالوحي والتبليغ، وأنتم مأمورون بالامتثال والقبول، فأنا لما فعلت ما كلفت به خرجت من عهدة التكليف، وأما إصراركم على كفركم فذلك ممالا يرجع إلي منه ضرر ألبتة.
    المسألة الثالثة: جرت عادة الناس بأن يتمثلوا بهذه الآية عند المتاركة، وذلك غير جائز؛ لأنه تعالى ما أنزل القرآن ليتمثل به بل ليتدبر فيه، ثم يعمل بموجبه، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على سيدنا، وعلى آله وصحبه وسلم [تفسير الرازي (17/264)].


    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة Valencia ; 12-06-2017 الساعة 03:05 AM سبب آخر: اظهار الآيات
    :::التوقيع:::



    استعينو بالله بكل الاوقات فهو المنجي

 

 

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •